سكاي برس/ بغداد
أقرّت لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، يوم الجمعة، بوجود عراقيين يقاتلون مع الجيش الروسي في الحرب مع أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات، معلنة التحرك داخل مجلس النواب لكشف حيثياته ووضع حد له.
وتفجّرت قضية المقاتلين العراقيين بعد تزايد التقارير الإعلامية حول وجود آلاف منهم ضمن صفوف الجيش الروسي في جبهات القتال مع أوكرانيا في الحرب المشتعلة منذ 24 شباط/فبراير 2022.
وآخر تلك التقارير، ما نشرته مصادر ، والذي كشف وبشكل موسع عن استدراج أكثر من خمسة آلاف شاب عراقي للعمل بصفة مقاتل في روسيا وأوكرانيا منذ العام 2022.
وبهذا السياق، قال عضو لجنة العلاقات الخارجية مختار الموسوي، إن "هؤلاء العراقيين يغادرون البلاد للمشاركة في الحرب الروسية إما تهريباً أو تحت غطاء السياحة أو العلاج أو غير ذلك".
وكشف الموسوي، خلال حديثه له، عن وجود قسم من العراقيين يسافرون مباشرة إلى روسيا أو عبر دول أخرى ومن ثم التوجه إلى روسيا، والبعض منهم يقيم في موسكو كاللاجئين الإيزيديين الذي شارك قسم منهم في الحرب أيضاً".
واستقطاب العراقيين يتم بالإغراءات المادية من رواتب وقطع أراضٍ وجنسية روسية، في وقت يعاني الشباب العراقيين من بطالة مرتفعة، ما يضطر البعض منهم إلى سلوك هذا الطريق المحفوف بالمخاطر، وفقاً لمختار الموسوي.
ونتيجة لذلك، شدد الموسوي، على ضرورة متابعة وزارة الخارجية العراقية هؤلاء العراقيين وخصوصاً السفارة العراقية في موسكو، فيما سيتم التحرك داخل مجلس النواب العراقي للوقوف على تفاصيل هذا الملف ووضع حد له.
وبالتزامن مع الإعلان عن تحرك البرلمان، حذرت السفارة العراقية في روسيا، اليوم الجمعة، من محاولات استدراج عراقيين للمشاركة في الحرب الروسية – الأوكرانية، مؤكدة عدم وجود أي ممثل رسمي للجالية العراقية في روسيا.
هذا وكان مسؤول ما يعرف بالجالية العراقية في روسيا حيدر الشمري، قال أمس الخميس، إن "هناك قرابة ألفي عراقي يعمل كمقاتل ضمن صفوف الجيش الروسي مقابل راتب شهري يقدر بـ3 آلاف دولار، أغلبهم يعمل وفق عقود رسمية مع الجيش الروسي".
وبحسب المعلومات فإن أغلب الذين التحقوا بالجيش الروسي هم من الوافدين إلى موسكو بهدف السياحة أو ممن اتخذوا من الأخيرة بوابة آمنة لتحقيق أحلامهم في أحد الدول الأوربية.
وينص القانون الروسي على أنه يحق لأي مواطن أجنبي مقيم في روسيا ويجيد اللغة الروسية التعاقد مع الجيش الروسي وفق عقد رسمي براتب محدد يتراوح 2500 – 3000 آلاف دولار.
ويعود الحديث عن مشاركة العراقيين في الحرب الروسية الأوكرانية إلى نهاية عام 2022، أي بعد أشهر من بدء القتال بين الطرفين، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، كشفت تقارير إعلامية عن تجهيز نحو 600 متطوع عراقي للتوجه إلى القتال في أوكرانيا مع القوات الروسية.
وكشفت التقارير في حينها إلى أن هؤلاء المقاتلين "وهم مقاتلون في فصائل عراقية تابعة للحشد الشعبي" توجهوا إلى الأراضي السورية ومنها إلى أوكرانيا، وانضموا لقوات لجمهوريتي دونتسيك ولوغانسك الانفصاليتين.
وكانت قناة "آر تي العربية" الروسية، نشرت تقريراً مصوراً في 20 تموز/ يوليو 2024، تفخر فيه بشجاعة الجندي العراقي "محمد عدي العابدي"، مشيرة إلى أنه روسي من أصول عراقية من محافظة واسط ويبلغ 24 عاماً.
ووفقاً لتغطيات صحفية، فإن عمليات الاستقطاب بدأت مع انخراط مجموعة "فاغنر" الروسية في تجنيد مقاتلين أجانب عام 2023، حيث ظهر وسطاء محليون في بغداد والبصرة والنجف، يعرضون على الشباب العراقي عقوداً برواتب تصل إلى ألفي دولار شهرياً، مع وعود بمنح الجنسية أو الإقامة الروسية لهم ولعوائلهم.
وتشير تقارير محلية إلى أن إغراء الشباب بالرواتب بالدولار والتعويضات الكبيرة لعائلات القتلى – التي قد تصل إلى 80 ألف دولار إضافة إلى قطعة أرض وهويات رسمية – كان عاملاً حاسماً في انخراط بعضهم في هذه الحرب.