سكاي برس/بغداد
في لحظة تختلط فيها الرمزية بالدهشة، تستعد الولايات المتحدة على مدرج السياسة: أغلى هدية في التاريخ تطرق أبواب البيت الأبيضالأميركية لاستلام واحدة من أغلى الهدايا الرسمية في تاريخ العلاقات الدولية، قادمة من الخليج العربي، وتحديدًا من دولة قطر.
إنها طائرة بوينغ 747-8 جامبو الفاخرة، التي قررت الدوحة تسليمها للرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب، لتصبح الطائرة الرئاسية الأميركية الجديدة Air Force One.
تُقدّر قيمة هذه الطائرة بحوالي 400 مليون دولار، وهي أقرب ما تكون إلى قصر طائر يحلق في السماء، بمواصفات فنية وتجهيزات فارهة تجعلها واحدة من أعقد الطائرات التنفيذية في العالم.
ويُعتقد على نطاق واسع أنها أغلى هدية رسمية قُدمت لرئيس أميركي على الإطلاق. لكن الدستور الأميركي، ومعه حزمة من القوانين الفيدرالية، يمنع الرئيس والمسؤولين من قبول هدايا شخصية من قادة أو حكومات أجنبية.
لذا، سيتم تسليم الطائرة رسميًا إلى وزارة الدفاع الأميركية، التي ستتولى إدارتها وتضعها تحت تصرف البيت الأبيض، لتكون ضمن أسطول الدولة، لا الشخص.
اللافت أن هذه الطائرة لم تأتِ من فراغ سياسي.فالرئيس ترامب، خلال ولايته الأولى، كان قد أمر بتجهيز طائرة رئاسية جديدة لتحلّ محل الطائرة الشهيرة التي خدمت الرؤساء لعقود، لكن المشروع تعثّر بفعل عقبات فنية وتمويلية. واليوم، يعود الحلم على جناح قطري، قد يغيّر شكل الرئاسة الأميركية في الهواء.
الهبة القطرية، التي لا تخلو من أبعاد دبلوماسية ورسائل استراتيجية، تأتي في توقيت حساس، حيث تستأنف واشنطن موقعها القيادي عالميًا وسط تحولات كبرى، ويرى البعض فيها تعزيزًا للتحالف الأميركي القطري، وتكريمًا غير مباشر لترامب الذي يحتفظ بعلاقات شخصية متينة في المنطقة.
هل ستُحلّق “جامبو قطر” في سماء السياسة الأميركية كرَمزٍ جديد للقوة والرئاسة؟ أم أنها ستبقى قيد الجدل القانوني والدستوري؟ الأيام القادمة ستجيب
