سكاي برس/ بغداد
كشفت مصادر دبلوماسية غربية عن سعي إسرائيل إلى إبرام اتفاقية أمنية محدثة فقط في الوقت الحالي مع الجانب السوري، تنهي العمل باتفاقية 1974، وتفرض واقعًا جغرافيًا جديدًا في الجنوب السوري الذي احتل الجيش الإسرائيلي مساحات كبيرة منه منذ شهر ديسمبر الماضي.
وأكدت المصادر أن منح إسرائيل الأولوية لإبرام الاتفاقية الأمنية يعكس نيتها الاحتفاظ بالأراضي السورية التي سيطرت عليها بعد سقوط نظام الأسد، بما فيها الجولان السوري المحتل وجبل الشيخ ومناطق في القنيطرة، على أن يتم التفاوض حول اتفاقية سلام بين البلدين في وقت لاحق.
وأضافت المصادر، أن منح الأولوية للاتفاقية الأمنية قبل السلام يعني أن إسرائيل تسعى أيضًا لتأمين وضعها العسكري أولًا؛ الأمر الذي يضعف موقف سوريا في أي مفاوضات مستقبلية حول الجولان أو المناطق المحتلة حديثًا.
وتتوافق هذه المعلومات مع تصريحات سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أكد فيها أن الوجود الإسرائيلي العسكري في هذه المناطق سيكون "مؤقتًا" حتى يتم إيجاد ترتيبات أمنية، لكن الواقع الجديد قد يصبح دائمًا في حال إبرام الاتفاقية الأمنية مع الجانب السوري.
ومن شأن إبرام هذه الاتفاقية الأمنية تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المرتفعات الاستراتيجية ومصادر المياه (مثل نهر اليرموك والحولة)؛ ما يمنحها ميزة دفاعية وهجومية ضد سوريا ولبنان على حد سواء.
وقالت المصادر الغربية، إن إسرائيل تعتمد في مطالبتها بإبرام الاتفاقية الأمنية على دعم الولايات المتحدة (التي اعترفت بالجولان كأراضٍ إسرائيلية في 2019)، وذلك رغم التقديرات التي تشير إلى أن الخطة الإسرائيلية بهذا الخصوص ستواجه معارضة دولية، لكن ضعف سوريا الراهن قد يحد من فعالية الضغط المضاد.
وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، السفير الأميركي في تركيا، توماس باراك، أجرى لقاءات قبل أيام مع مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط تسريبات عن اهتمام الأخير بالتفاوض مع الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية.
وتضمّنت التسريبات الإعلامية عن اللقاءات، تأكيدات أن نتنياهو أبلغ باراك اهتمامه بالتفاوض مع القيادة السورية بوساطة الولايات المتحدة، على أن تنحصر المفاوضات على توقيع اتفاقية أمنية محدثة، وهو ما يعني فرض إسرائيل واقعًا جديدًا في الجنوب السوري الذي تحتله، وإنهاء العمل باتفاقية فض الاشتباك بين البلدين المبرمة العام 1974.
من جانبه، عاد باراك خلال زيارة أجراها إلى سوريا، التأكيد مجددًا على أنه «من الممكن التوصل إلى اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل».
يشار إلى أنه وبرغم الحديث عن وجود مفاوضات بين الجانبين، إلا أن إسرائيل تواصل نشاطها في الجنوب السوري، فيما تواصل الطائرات الإسرائيلية استباحتها الأجواء السورية دون أي ردة فعل من السلطات السورية التي جرى تدمير قدراتها العسكرية منذ شهر ديسمبر الماضي.