سكاي برس/ بغداد
منذ ان شنت ايران عملية "الوعد الصادق 2" قبل حوالي شهر، كانت ايقونة هذا الهجوم بأنه تضمن تهديدا إيرانيا جديا ومكررًا، بأن على إسرائيل عدم "الرد على الرد"، وهذا خلاف لما حدث في عملية الوعد الصادق 1 في نيسان الماضي والتي لم تتضمن تحذيرات لإسرائيل من الرد.
ومع تأخر الرد الإسرائيلي على ايران، اقتنع الجميع أن إسرائيل ربما لن ترد او على الأقل لن ترد الا بعد اتفاق شامل مع ايران على جميع تفاصيل العملية، لأن التهديدات الإيرانية كانت واضحة، بأن أي مغامرة او رد إسرائيلي على ايران سيواجه مرة أخرى برد أكثر قسوة.
ومن الواضح ان التحذير بعنوانه العام، شمل أي محاولة للرد سواء كانت ضعيفة او قوية، وهذا ما يفتح التساؤلات عما اذا كانت ايران سترد بالفعل.
غير ان تقارير أمريكية، وعلى راسها صحيفة نيويورك تايمز، نقلت عن مسؤولين إيرانيين يوم امس، قولهم انه "إذا اقتصر هجوم إسرائيل على قواعد عسكرية ومستودعات صواريخ ومسيرات فلن نرد"، مشيرين الى ان "إيران ستنتقم إذا تسببت الضربات الإسرائيلية في أضرار واسعة وخسائر كبيرة".
في مقارنة هذا التصريح مع ما حدث في الواقع فجر اليوم، سنجد أن الشروط التي وضعها المسؤولون الإيرانيون لعدم الرد هي ذاتها تحققت بالضبط، فالضربات استهدفت مواقع عسكرية ومستودعات للصواريخ، كما ان الضربة كانت محدودة ولا تشمل ضرار وخسائر كبيرة.
ومع إصرار الاعلام الإيراني على تأكيد ان الضربة الإسرائيلية كانت ضعيفة، يبدو أن هناك قناعة إيرانية داخلية بأن التأكيد على ان الضربة ضعيفة هو شرط ضروري للامتناع عن الرد.
ويعزز ذلك، عدم ظهور أي موقف رسمي او "حاد" من ايران حتى الان، واقتصر الامر على بيان من الدفاع الجوي الإيراني اكد نجاح الدفاع الجوي بصد وتقليل الضربات ولم يحدث سوى اضرار طفيفة على 3 مواقع عسكرية إيرانية.
لكن وكالة تسنيم الإيرانية نقلت عن مصادر ان الاستعدادات الإيرانية جاهزة للرد على إسرائيل بعد هذه الضربة.
بالمقابل، يقدر مسؤولون امريكيون بحسب تقارير أمريكية، ان ايران قد ترد على إسرائيل بشكل طفيف جدًا يمنع إسرائيل من الرد مجددًا، لتنتهي هنا لعبة الرد والرد الاخر.
لكن هذا التقدير لا يتطابق مع التحذير الإيراني المسبق الذي هدد إسرائيل بان أي رد على ايران سيواجه برد اخر اكثر قسوة.