سكاي برس/ بغداد
نشر السفير الروسي إيلبروس كوتراشيف، اليوم الاثنين، مقالاً فصّل فيه العلاقات بين البلدين بمناسبة مرور 80 عاماً على تأسيسها، وفيما أشار إلى وجود "عراقيين كثيرين يتمنون لنا علناً" الانتصار على أوكرانيا، كشف عن زيارات مرتقبة سيجريها 3 مسؤولين رفيعين إلى موسكو خلال الشهرين الحالي والمقبل.
وقال كوتراشيف في مقال له تُعد فترة الثمانين عامًا من العلاقات الدبلوماسية فترة قصيرة نسبيًا، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار التاريخ الطويل لكل من روسيا والعراق، الذي يعتبر وريث أقدم الحضارات العالمية.
ومع ذلك، فإن الأمر الأهم هو أن هذه الروابط قد تم تأسيسها فور حصول العراق على استقلاله، وقد اتسمت دائمًا بطابع الصداقة والتعاون.
تنطلق موسكو وبغداد دائما في علاقتهما من احترام مصالح بعضهما الآخر، وتعملان على تعزيز التعاون بما يخدم مصلحة شعوبنا.
إن حجم التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية، خاصة خلال السبعينيات، يثير الإعجاب حقًا. وتنبغي الإشارة إلى أن العلاقات الروسية العراقية قد أُسست خلال ذروة الحرب العالمية الثانية، وبالتحديد في 9 سبتمبر 1944، ولا داعي لذكر كم كانت فترة صعبة للغاية، لا سيما بالنسبة لبلادنا".
وأضاف: "عندما افتتح العراق صفحة جديدة في تاريخه عام 2003، قدمت روسيا له كل الدعم من أجل مساعدته على النهوض واستعادة استقلاله وسيادته بأسرع وقت ممكن. لذلك أصبح لدينا عدد كبير من الأصدقاء الجدد في العراق.
وسرعان ما تعاونّا كتفًا إلى كتف ضد تنظيم داعش، ليس فقط على الأراضي العراقية بل وفي سوريا أيضًا. ومنذ عام 2015، يعمل مركز المعلومات الرباعي في بغداد، الذي يضم كلا من روسيا والعراق وسوريا وإيران، على مكافحة داعش".
وتابع: في ظل الأزمة الأخطر التي أثارها الغرب منذ الحرب العالمية الثانية، دعم العراقيون موقفنا، حيث رفضوا الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، واتخذوا موقف الحياد الودي تجاه الوضع في أوكرانيا.
وعلى مستوى الرأي العام، يتمنى الكثيرون لنا الانتصار علنًا". ورأى السفير أن "العلاقات الروسية العراقية، تتطور اليومفي جميع المجالات ويتجلى ذلك من خلال التبادل النشط للوفود بين بلدينا على مستوى الوزراء ورؤساء المؤسسات.
فقد شهد أكتوبر 2023 زيارة ناجحة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى موسكو، وفي فبراير من نفس العام، زار وزير الخارجية سيرغي لافروف بغداد. وقد بنى زعيما بلدينا ووزيرا الخارجية علاقات شخصية جيدة، مما يُعتبر أحد العوامل الرئيسة في تعزيز تطور التعاون الثنائي".
وبين أنه "هذا العام، زار روسيا عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم رئيس المحكمة الاتحادية العليا جاسم محمد عبود ووزير التعليم العالي والبحث العلمي ورئيس وكالة الطاقة الذرية نعيم العبودي، ووزير الصناعة والموارد المعدنية خالـد النجـم ومن المقرر أن يزور روسيا في شهري سبتمبر وأكتوبر كل من رئيس المجلس القضائي الأعلى فائق زيدان ووزير الشؤون الداخلية الفريق أول ركن عبد الأمير الشمري ووزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك".
وقال: "تظل مجالات النفط والغاز رائدة في تعاوننا الاقتصادي، حيث نتبوأ مراكز متقدمة في الاستثمارات داخل العراق، والتي تبلغ حوالي 19 مليار دولار. ويعكس نشاط الشركات الروسية الكبرى مثل "غازبروم نفط"، و"لوك أويل"، و"باش نفط"، و"روس نفط" تأثيراً إيجابياً على الوضع الاجتماعي والاقتصادي في العراق، إذ تخلق هذه الشركات فرص عمل جديدة وتحسن من مستوى معيشة المواطنين.
من جانبهم، يدعم المسؤولون العراقيون الأعمال التجارية الروسية واستثماراتها". وأكد أنه "بشكل تقليدي يشهد المجالان العسكري والتقني مستوى عالياً من التعاون.
وعلى الرغم من محاولات الأمريكيين وحلفائهم لتزويد العراق بأسلحتهم، لا يزال العراقيون يفضلون الأسلحة الروسية، وروسيا مستعدة لمواصلة تزويدهم بها". وأردف قائلاً: "على مدار الثمانين عاماً الماضية، أثبتت العلاقات الروسية العراقية قدرتها على الصمود أمام اختبار الزمن، ويبدو أن تطورها الحالي واعد للغاية.
نحن ننظر إلى مستقبلنا المشترك بثقة. ومع تعزيز العراق لقدراته الداخلية وموقعه في المنطقة وعلى الساحة الدولية، تتسع آفاق تعاوننا الثنائي".
وفي هذه المناسبة، قال السفير: "أود أن أتمنى الشفاء العاجل لصديقي وصديق روسيا، سفير العراق في موسكو حيدر العذاري.
إنه لمن المؤسف أنه لا يستطيع الاحتفال معنا بهذه المناسبة الرائعة كما فعل قبل خمس سنوات في الذكرى الخامسة والسبعين. إن شاء الله، سيشارك في الاحتفال بالذكرى القادمة!".